تعرفوا على مؤلفي الموسيقى الكلاسيك ( الجزء الاول )بيتهوفن

هو البطل المأساوي و الزعيم الموسيقي الثوري و الأب و المعلم .. هو الشاعر الفيلسوف المتأمل , المناضل الذي لا يستسلم .. هو العاشق المتعبد , هو الموسيقي الفنان المبدع الذي اعطى للبشرية خلاصة فكره و حسه ونضاله.
ولد (( لودفيج فان بتهوفن )) بمدينة بون بألمانيا في 16 ديسمبر عام 1770 , و كان ابوه (( يوهان فان بتهوفن )) قد تزوج من امه (( ماريا ماجدلينا لايم )) عام 1767 . و كان ابوه يعمل مغنيا بكنيسة البلدة و كانت شخصيته باهتة لا يفكر في مسؤليته تجاه عائلته , و مع ذلك يعود الفضل اليه في اكتشاف موهبة
((بتهوفن )) في سن مبكرة.
كانت ملابس بتهوفن غير مرتبة و شعره غير مصفف . و كان يتكلم الفرنسية و الاتينية رغم ان لغته الاصلية ((الألمانية)) كانت سيئة جدا . و كانت الرياضيات تسبب له مشكلة كبيرة .
عندما بلغ الحادية عشرة من عمره كان لا يتعلم شيئا سوى الموسيقى , و عندما اتم الرابعة عشرة حصل على وظيفة عازف الارغن المساعد بكنيسة الدوق (( فرانز مكسيميليان )) , و احيانا كان ينوب عن عازف الاورغن عند غيابه. و كان في سن الخماسة عشرة يدرس التأليف مع استاذه (( نيف )) .
عندما ذهب(( بتهوفن ))اول مرة الى فينا كان في السادسة عشرة , كان قد وصل الى مستوى نادر في العزف على البيانو و كتب العديد من الأعمال الموسيقية و كان ذلك في عام 1787.
و هناك التقى ب (( موتزارت )) العظيم .و لا يعلم احد ما اذا كان قد درس ((بتهوفن)) على يد
((موتزارت )) لأنه بعد شهرين من وصل ((بتهوفن)) الى فينا جاءته انباء وفاة امه .
كان ((لبتهوفن)) اصدقاء كثر مثل عائلة (( برويننج )) و صديقه العزيز الكونت (( فالدشتين )).
في عام 1792 سافر ((بتهوفن)) الى فينا مرة اخرى و ليواصل دراسته مع هايدن العظيم بعد ان كان ((موتزارت)) قد رحل عن العالم و هو في رعيان شبابه .
لقى ((بتهوفن)) كل تقدير ادب و مادي من الطبقة الارستقراطية بفينا . حيث كان الارستقراطيون يتوقعون المديح و الشكر و التبجيل و الانحناء من الفنانين الذين يتلقون مساعدات منهم. و لكن ((بتهوفن)) كان النقيض من ذلك ..
كان يحب انجلترا و فكرا كثيرا بالسفر الى باريس . و قام بجولات ناجحة و ساحقة في (( براج_برلين_درسدن_نورنبرج))
لازمته عادة المشي طوال حياته فكانت رياضته البدنية و العقلية,و في جيب معطفه كان دائما يحتفظ بورق الموسيقى ليدون افكاره اثناء المشي .
قادته عاطفته و حساسيته المفرطة الى الوقوع الدائم في الحب و ان يحن الى الزواج و الاستقرار , و لم تتحق هذه الأمنية لأن اغلب السيدات اللائي تقد اليهن كن من طبقة اجتماعية اعلى من طبقته . وقال عازف البيانو الشهير (( هيمل )) في ذلك:
-(يوجد اكثر من مئة سيدة تتمكن من عزف البيانو احسن مني . و لكن كلهن يتوقن الى الاستماع ل ((يتهوفن)),ولكن اي وحدة منهن يمكن ان تقبل ان تطارحه الغرام ... لأنه لا توجد من تستطيع ان تطارح الغرام مع الاه .. و خاصة اذا كان هذا الاه اصم ..)-
في عام 1798 بدأ يشعر ((بتهوفن)) بالصم .. و في هذا الوقت بدأ ينسحب من المجتمعات حتى لا يفضح امر صمه .
في سمفونيته الأولى كان كلاسيكيا رشيقا..و لكن سمفونيته الثالثة ( البطولة ) اصبحت مجالا رومنتيكيا خضبا للتعبير الشخصي و قد أهداها ل((نابلوين)) و عندما كان يهم بارسارلها لباريس سمع الانباء التي تعلن خيانة نابليون لمبادئه , فثار بتهوفن و مزق صفحة الاهداء و كتب بدلا منها _( سمفونية البطولة .. في ذكرى رجل عظيم )_
ان سيمفونيته الخامسة هي اول افصاح عن عبقريته الناضجة . انها ملحمة تصور رحلة الانسان من العذاب و المعاناة الى الحكمة و المعرفة و من الحكمة الى الشجاعة و الأمل و من ثم الى الحياة الأبدية الخالدة.
و يقال ان ((بتهوفن)) خلق حتى يكتب سمفونيته التاسعة لأنها وصية الحب و السلام لكل البشر .
و في ال23 من مارس عام 1827 اصبح واضحا ان النهاية قريبة لا محالة . و في يوم 24 من مارس من نفس العام فقد الوعي حتى يوم 26مارس من عام 1827 عندما دوى الرعد و لمع البرق في عاصفة عارمة. فرفع رأسه و فتح عينيه .. ثم اغمضهما الى الأبد.
فهكذا نجد ان حياة بتهوفن قسمت الى ثلاثة مراحل , و هي :
المرحلة الأولى : هي التي تتسم فيها اعماله بالطابع الكلاسيكي و تبدأ من عام 1795 و حتى عام 1803, و تشهد هذه المرحلة حوالي 66 عملا منهم : (سوناتة -ضوء القمر- المؤثرة -) و (السميفونية-1-2).
المرحلة الثانية:و تبدأ بعام 1804 حتى 1816 و تتسم هذه المرحلة بالشاعرية و الثورية و خلالها كتب سيمفونيته الخامسة , اوبرا فيديليو , افتتاحية اجمونت و العديد العديد من الأعمال .
اما المرحلة الثالثة: و هي اتي شملت العشر السنين الأخيرة من حياته , و تضمنت سيمفونيته التاسعة و القداس الكبير و سوناتاته و رباعيه الوترية الأخيرة.

موضوع ثقافي مفيد للمعلومات العامة

الف شكر نوشة